دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
الناشر
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
رقم الإصدار
الأولى، 1421هـ - 2000م
تصانيف
أن يكون من الصور التي ذكرها الشيخ ابن الحاجب رحمه الله في الشافية منها أن يكون أولهما مدة أي لينا والثاني مدغما ويكونان في كلمة واحدة. وإنما فسرنا المد باللين ليدخل نحو خويصة فإن اللين أعم من المد وباقي الصور لا نطول الكلام بذكرها فاطلب منها. أو لا يكون من تلك الصور فإن كان منها فمغفور معفو أيضا. وإن كان في غيرها فأما أن يكون أول الساكن مدة أو غير مدة فإن كان مدة حذفت سواء كان الساكنان في كلمة أو في كلمتين مستقلتين مثل يخشون ويدعون وثرمين ويخشى القوم واغزوا الجيش وارمي العرض. وإن لم يكن مدة حرك نحو اذهب اذهب واخشوا الله واخشى الله. وما في آخره ألف إذا اتصل به نون التأكيد فإن كان من نحو هل تخشى فتنقلب فيه الألف ياء فتقول هل تخشين وإن كان من نحو اضربا فتبقى الألف ويقال اضربان ويقرب منه اضربنان. ونون التأكيد كلمة غير مستقلة فافهم فإن قيل ما وجه مغفرة التقاء الساكنين في الوقف وعفوه قلت الوقف على الحرف ساد مسد حركته لأنه يمكن جرسه وتوفر الصوت عليه فإنك إذا وقفت على عمرو مثلا وجدت للراء من التكرر وتوفر الصوت عليه ما ليس له إذا وصلته بغيره ومتى أدرجتها زال ذلك الصوت لأن أخذك في حرف سوى المذكور يشغلك عن اتباع الحرف الأول صوتا فبان بما ذكرنا أن الحرف الموقوف عليه أتم صوتا وأقوى جرسا من المدرج فسد ذلك مسد الحركة فجاز اجتماعه مع ساكن قبله كما في عمرو. ولأن الوقف محل تخفيف وقطع فاغتفر فيه ذلك وإن كان في الدرج فلا يغتفر إلا في صور ذكرها أصحاب التصريف فإن قيل لم جاز التقاء الساكنين إذا كان أولهما حرف مد والثاني مدغما ويكونان في كلمة واحدة والمراد بالمد ها هنا هو اللين قلت لما في حروف المد واللين من المد الذي يتوصل به إلى النطق بالساكن بعده مع أن المدغم مع المدغم فيه بمنزلة حرف واحد لأن اللسان يرتفع عنهما دفعة والمدغم فيه متحرك فيصير الثاني من الساكنين كلا ساكن فلا يتحقق التقاء الساكنين الخالصي السكون بخلاف ما إذا كانا في كلمتين نحو قالوا ادارأنا فإنه بحذف الساكن الأول وأصله تدارءنا على زون تفاعلنا فأدغمت التاء في الدال وجيء بهمزة الوصل لئلا يلزم الابتداء بالساكن. ثم اعلم أنه يجوز التقاء ثلاث سواكن إذا اجتمع هذان الأمران أعني الوقف وكون الأول حرف مد والثاني مدغما كدواب ومثله يقع في كلام العجم كثيرا نحو (كوشت نيست) وأما الجمع بين أربع سواكن فممتنع في كل لغة وعلى كل حال فافهم واحفظ. (ف (17)) .
الالتفات: في التاج (وانكريستن) فالمراد بما وقع في المطول من (أنه التفات الإنسان من يمينه إلى شماله ومن شماله إلى يمينه) أنه التفات الإنسان من يمينه إلى
صفحة ١٠٩