D. Burne
للموجة الأولى للمصممين الحداثيين في نهاية القرن التاسع عشر هي «لا تصنع تصاميم صغيرة»؛ فإن في وسع مصمم ما بعد حداثي مثل ألدو روس
A. Rosse
أن يكون أكثر تواضعا ويتساءل: «مم أستلهم أعمالي إذا؟» ليجيب: «من الأشياء الصغرى بالتأكيد، بعدما تبين أن القدرة على تحمل الأشياء الكبرى كان تاريخيا عائقا كبيرا.»
60
إن الأبنية ما بعد الحداثية لا ترى ضيرا مثلا في مزج الأفكار المعمارية الجديدة مع الأشكال والرموز التقليدية الغابرة بهدف إحداث نوع من الصدمة والإدهاش، وربما المرح والتسلية للرائي. وهو ضرب من الإيمان بأن الجمال قد يتولد من التنافر مثلما يتولد من الاتساق، ومن الفوضى مثلما يتولد من النظام. لقد انعكس التحول الذي حدث في المجالات الثقافية على الناتج المعماري وعلى اهتمام المعماريين، وساهم كل منهما في إثراء الفنون الأخرى؛ لأن الحواجز بينهما قد سقطت «فاستوعب الخطاب المعماري المعاصر اتجاهات مختلفة نحتية وتشكيلية تنهل من طرز عديدة. ورأى بعض النقاد المعماريين أن التعددية والصخب ما هما إلا تعبير عن تعددية وصخب الأحداث التي بداخل جدران البنايات وفيما حولها. أو هي لون من الديمقراطية وحرية التعبير تسمح لكل معماري أن يطرح أفكاره الخاصة دون الالتزام بقالب يحده أو نموذج يتمثله، وهو أمر لم يكن بمقدور المعماريين أن يفعلوه في السابق.»
61
وفي سياق مشابه يقول جان نوفيل: «لم يعد المكان يعاش بنفس الطريقة، ولم تعد نفس الأشياء موجودة بالداخل؛ فاللعب بالمقياس يتم بطريقة مختلفة، ويتم تغيير معناه، فنتمكن انطلاقا مما كان كبير الحجم غير واضح ووظيفي على نحو خالص، وعبر انحرافات متعاقبة، من إعادة خلق وتجديد لم يكن باستطاعة أي أحد تخيل أنها ممكنة.»
62
سيطرح دولوز مفهوم «المدينة الكولاج»
صفحة غير معروفة