240

درة الغواص في أوهام الخواص

محقق

عرفات مطرجي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨/١٩٩٨هـ

مكان النشر

بيروت

عنْدك حسن، لِأَن تَقْدِيره: كل الَّذِي عنْدك حسن، وَكَذَلِكَ حكم إِن وَأَيْنَ وأيّ، إِذا اتَّصَلت بِهن مَا الَّتِي هِيَ بِمَعْنى الَّذِي كتبن مفصولة، كَقَوْلِك: إِن مَا عنْدك حسن، وَأَيْنَ مَا كنت تعدني وأيّ مَا عنْدك أفضل لِأَن تَقْدِير الْكَلَام: إِن الَّذِي عنْدك حسن، وَأَيْنَ الَّذِي كنت تعدني وأيّ الَّذِي عنْدك أفضل
وَإِن وَقعت مَا موقع الصِّلَة، أَو كَافَّة لأنّ عَن الْعَمَل كتبت مَوْصُولَة، كَمَا كتبت فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت﴾ ﴿إِنَّمَا الله إِلَه وَاحِد﴾ ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يدرككم الْمَوْت﴾، لِأَن تَقْدِير الْكَلَام أَن الله إِلَه وَاحِد، وأيّ الْأَجَليْنِ قضيت، وَأَيْنَ تَكُونُوا.
وَأما حَيْثُمَا فالاختيار أَن تكْتب مَوْصُولَة، لِأَن مَا لَا تقع بعْدهَا موقع الِاسْم، وَكَذَلِكَ طالما وقلما لِأَن مَا فيهمَا صلَة، بِدَلِيل شبههما بربما فِي أَن الْفِعْل لم يكن يَلِي إِحْدَاهمَا إِلَّا بعد اتصالهما بِمَا، وَقد جوز فِي نعما وبئسما أَن تكتبا مفصولتين وموصولتين إِلَّا أَن الِاخْتِيَار فِي نعما الْوَصْل، لالتقاءه الحرفين المتماثلين فِيهَا بِخِلَاف بئس مَا.

1 / 248