232

درة الغواص في أوهام الخواص

محقق

عرفات مطرجي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨/١٩٩٨هـ

مكان النشر

بيروت

أَتَى بِهِ من الْأَذَان أَو الْإِقَامَة، وَإِذا أتيت بِأَو فقد حققت أَنه أَتَى بالأمرين، إِلَّا انه لسرعة مَا قرب بَينهمَا صَار بِمَنْزِلَة من لم يُؤذن وَلم يقم، وَيكون مَجِيء أَو هَاهُنَا للتقريب.
[٢٠٨] وَمن هَذَا الْقَبِيل أَيْضا أَنهم لَا يفرقون بَين الْحَث والحض، وَقد فرق بَينهمَا الْخَلِيل بن أَحْمد، فَقَالَ: الْحَث يكون فِي السّير والسوق وَفِي كل شَيْء، والحض يكون فِيمَا عدا السّير والسوق، نَحْو قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلَا يحض على طَعَام الْمِسْكِين﴾
[٢٠٩] وَكَذَلِكَ لَا يفرقون بَين النعم والأنعام وَقد فرقت بَينهمَا الْعَرَب.
فَجعلت النعم اسْما لِلْإِبِلِ خَاصَّة وللماشية الَّتِي فِيهَا الْإِبِل وَقد تذكر وتؤنث، وَجعلت الْأَنْعَام اسْما لأنواع الْمَوَاشِي من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم، حَتَّى أَن بَعضهم أَدخل فِيهَا الظباء وحمر الْوَحْش، تعلقا بقوله تَعَالَى: ﴿أحلّت لكم بَهِيمَة الْأَنْعَام﴾ .
[٢١٠] وَمن ذَلِك توهمهم أَن معنى بَات فلَان، أَي نَام
وَلَيْسَ كَذَلِك بل معنى

1 / 240