116

درة الغواص في أوهام الخواص

محقق

عرفات مطرجي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨/١٩٩٨هـ

مكان النشر

بيروت

للمحافظة على الْمَعْنى الْمَوْضُوع على هَذَا الْمِثَال، وَذَلِكَ أَن ضمة الْعين جعلت دَلِيلا على فعل الطبيعة، فَلَو كسرت أَو فتحت، لذهب ذَلِك الْمَعْنى. [٩٢] وَيَقُولُونَ: فِيهِ شغب بِفَتْح الْغَيْن، وَهُوَ تهيج الشَّرّ والفتنة وَالْخِصَام، فيوهمون فِيهِ كَمَا وهم بعض الْمُحدثين فِي قَوْله: (يَا ظَالِما يتجنى جِئْت بالعجب ... شغبت كَيْمَا تغطي الذَّنب بالشغب) (ظلمت سرا وتستعدي عَلَانيَة ... أضرمت نَارا وتستعفي من اللهب) وَالصَّوَاب فِيهِ شغب باسكان الْغَيْن، كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (رَأَيْتُك لما نلْت مَالا وعضنا ... زمَان ترى فِي حد أنيابه شغبا) (جعلت لنا ذَنبا لتمنع نائلا ... فَأمْسك وَلَا تجْعَل غناك لنا ذَنبا) وَنَظِير هَذَا الْوَهم قَوْلهم للداء الْمُعْتَرض فِي الْبَطن: المغص بِفَتْح الْغَيْن، فيغلطون فِيهِ، لِأَن المغص بِفَتْح الْغَيْن هُوَ خِيَار الْإِبِل، يدل عَلَيْهِ قَول الراجز: (أَنْت وهبت هجمة جرجورا ... ادما وحمرا مغصا خبورا)

1 / 124