115

درة الغواص في أوهام الخواص

محقق

عرفات مطرجي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨/١٩٩٨هـ

مكان النشر

بيروت

اسمان مفردان وضعا لتأكيد الاثنثن والاثنين، وليسا فِي ذاتهما مثنيين. وَلِهَذَا وَقع الْإِخْبَار عَنْهُمَا كَمَا يخبر عَن الْمُفْرد. وَبِهَذَا نطق الْقُرْآن فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿كلتا الجنتين آتت أكلهَا﴾، وَلم يقل: آتتا، وَعَلِيهِ قَول الشَّاعِر: (كِلَانَا يُنَادي يَا نزار وبيننا ... قِنَا من قِنَا الخطي أَو من قِنَا الْهِنْد) وَمثله قَول الآخر: (كِلَانَا غنى عَن أَخِيه حَيَاته ... وَنحن إِذا متْنا أَشد تَغَانِيًا) فَقَالَ الأول: كِلَانَا يُنَادي، وَلم يقل: يناديان، وَقَالَ الآخر: كِلَانَا غنى وَلم يقل: غنيان، فَإِن وجد فِي بعض الْأَخْبَار تَثْنِيَة خبر عَن كلا وكلتا فَهُوَ مِمَّا حمل على الْمَعْنى أَو لضَرُورَة الشّعْر. [٩١] وَيَقُولُونَ: أَنْت تكرم عَليّ: بِضَم التَّاء وَفتح الرَّاء، وَالصَّوَاب فِيهِ تكرم، بِفَتْح التَّاء وَضم الرَّاء لِأَن فعله الْمَاضِي كرم وَمن أصُول الْعَرَبيَّة أَن كل مَا جَاءَ من الْأَفْعَال الْمَاضِيَة على مِثَال فعل بِضَم الْعين كَانَ مضارعه على يفعل، نَحْو حسن يحسن وظرف يظرف وَإِنَّمَا ضمت عين الْمُسْتَقْبل من هَذَا النَّوْع وَلم يُخَالف فِيهِ بِنَاء الْمَاضِي

1 / 123