113

درة الغواص في أوهام الخواص

محقق

عرفات مطرجي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨/١٩٩٨هـ

مكان النشر

بيروت

ويشاكل هَذَا الْوَهم قَوْلهم: أطروش بِفَتْح الْهمزَة، وَالصَّوَاب ضمهَا كَمَا يُقَال اسكوب واسلوب، على أَن الطرش لم يسمع فِي كَلَام الْعَرَب العرباء، وَلَا تضمنته أشعار فحول الشُّعَرَاء. ونقيض هَذِه الأوهام قَوْلهم لما يلعق: لعوق، وَلما يستف سفوف، وَلما يمص مصوص، فيضمون أَوَائِل هَذِه الْأَسْمَاء، وَهِي مَفْتُوحَة فِي كَلَام الْعَرَب، كَمَا يُقَال: برود وسعوط وغسول. وَمِمَّا يشاكل هَذَا قَوْلهم: تلميذ وطنجير وبرطيل وجرجير بِفَتْح أوائلها، وَهِي على قِيَاس كَلَام الْعَرَب بِالْكَسْرِ إِذْ لم ينْطق فِي هَذَا الْمِثَال إِلَّا بفعليل بِكَسْر الْفَاء، كَمَا قَالُوا: صنديد وقطمير وغطريف ومنديل. وَذكر ثَعْلَب فِي بعض أَمَالِيهِ أَن قَول الْكتاب لكيس الْحساب: تليسة بِفَتْح التَّاء مِمَّا وهموا فِيهِ، وَأَن الصَّوَاب كسرهَا كَمَا يُقَال: سكينَة وعريسة. وعَلى مقاد هَذِه الْقَضِيَّة يجب أَن يُقَال فِي اسْم الْمَرْأَة: بلقيس بِكَسْر الْبَاء، كَمَا قَالُوا فِي تعريب برجيس وَهُوَ اسْم النَّجْم الْمَعْرُوف بالمشتري: برجيس بِكَسْر الْبَاء، لِأَن كل مَا يعرب يلْحق بنظائره فِي أَمْثِلَة الْعَرَب وأوزان اللُّغَة. وعَلى ذكر بلقيس فَإِنِّي قَرَأت فِي أَخْبَار سيف الدولة ابْن حمدَان أَنه لما امتدحه الخالديان بعث إِلَيْهِمَا وصيفا ووصيفة، وَمَعَ كل وَاحِد مِنْهُمَا بدرة وتخت

1 / 121