112

درة الغواص في أوهام الخواص

محقق

عرفات مطرجي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨/١٩٩٨هـ

مكان النشر

بيروت

مُخْتَار مختير، فالتاء فِيهِ تَاء مفتعل الَّتِي لَا تكون إِلَّا زَائِدَة، وَيدل على زيادتها فِي هَذَا الِاسْم اشتقاقه من الْخَيْر، وَمن حكم التصغير حذف هَذِه التَّاء، فَلهَذَا قيل: مُخَيّر، وَمن عوض من الْمَحْذُوف قَالَ مخيير. وَقد غلط الْأَصْمَعِي فِي تَصْغِير هَذَا الِاسْم غَلطا أودع بطُون الأوراق، وتناقلته الروَاة فِي الْآفَاق ذَاك أَن أَبَا عمر الْجرْمِي حِين شخص إِلَى بَغْدَاد ثقل مَوْضِعه على الْأَصْمَعِي اشفاقا من أَن يصرف وُجُوه أَهلهَا عَنهُ، وَيصير السُّوق لَهُ، فاعمل الْفِكر فِيمَا يغض مِنْهُ، فَلم ير إِلَّا أَن يرهقه فِيمَا يسْأَله عَنهُ، فَأَتَاهُ فِي حلقته، وَقَالَ لَهُ: كَيفَ تنشد قَول الشَّاعِر: (قد كن يخبأن الْوُجُوه تسترا ... فاليوم حِين بدان للنظار) أَو حِين بدين فَقَالَ لَهُ: بدأن، قَالَ: أَخْطَأت، فَقَالَ: بدين، قَالَ: غَلطت إِنَّمَا هُوَ حِين بِدُونِ أَي ظهرن. فأسرها أَبُو عمر فِي نَفسه، وفطن لما قَصده بِهِ، واستأنى بِهِ إِلَى أَن تصدر الْأَصْمَعِي فِي حلقته، واحتف الْجمع بِهِ، فَوقف عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: كَيفَ تَقول فِي تَصْغِير مُخْتَار فَقَالَ: مخيتير، قَالَ: أنفت لَك من هَذَا القَوْل، أما تعلم أَن اشتقاقه من الْخَيْر، وَأَن التَّاء فِيهِ زَائِدَة وَلم يزل يندد بغلطه، ويشنع بِهِ، إِلَى أَن انفض النَّاس من حوله. [٨٩] وَيَقُولُونَ: دستور، بِفَتْح الدَّال، وَقِيَاس كَلَام الْعَرَب فِيهِ أَن يُقَال بِضَم الدَّال، كَمَا يُقَال: بهْلُول وعرقوب وخرطوم وَجُمْهُور ونظائرها، مِمَّا جَاءَ على فعلول، إِذْ لم يَجِيء فِي كَلَامهم فعلول بِفَتْح الْفَاء إِلَّا صعفوق وَهُوَ اسْم قَبيلَة بِالْيَمَامَةِ قَالَ فيهم العجاج: (من آل صعفوق وَاتِّبَاع آخر )

1 / 120