الدرة الثمينة في أخبار المدينة - ط بحوث المدينة بالحواشي
محقق
د. صلاح الدين بن عباس شكر
الناشر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
السعودية
بهِم في بني عمرو بن عوف (^١)، وذلك يوم الاثنين، لاثني عشر (^٢) من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للنَّاس، وَجَلَسَ رسولُ الله ﷺ صامتًا، وَطَفِقَ مَنْ جاء مِنَ الأنصارِ مِمَنْ آمَن برسولِ اللهِ ﷺ يُحَيِّي أبا بكر، حتى أصابَتْ الشمسُ رسولَ الله ﷺ، فأقبلَ أبو بكر حتى ظلَّلَ عليه بردائِهِ، فعَرَفَ الناسُ رسولَ الله ﷺ عِندَ ذلك، [ولما أقبل النبي الله ﷺ إلى المدينة، كان مُرْدِفًا لأبي بكر، وأبو بكر شيخٌ يُعْرَفْ، ونبيُّ اللهِ ﷺ -شابٌ لا يُعْرَفْ، قال: فَيَلْقى الرجلُ أبا بكر، فيقول:
يا أبا بكر؛ مَنْ هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقولُ: هذا الرجلُ الذي يهديني السبيل، فيحسبُ الحاسبُ أنّهُ يعني الطريق، وإِنَّما يعني سبِيلَ الخير] (^٣)، فَلبثَ رسول الله ﷺ في بني عمرو بن عوف بِضْعَ [عشرة] ليلة (^٤)، وأُسِسَ المسجدُ الذي أُسِّسَ على التقوى، وصلَّى فيه، ثُمّ رَكِبَ راحِلَتَه، فسار يمشي معه الناسُ، حتى بَرَكَتْ عند مسجدِ رسول الله ﷺ بالمدينة، وهو يُصلِّي فيه يومئذٍ رجالٌ مِنَ المسلمين، وكان مِرْبدًا للتمر لِسُهَيْل وَسَهْلْ؛ غلامَيْن يَتيمَيْن في حِجْرِ أسعد بن زرارة، فقال رسول الله ﷺ [حين بركت به راحلته: «هذا إن شاء الله المنزل»، ثم دعا رسول الله ﷺ بالغُلَامَيْن، فَسَاوَمَهُمَا بالمِرْبَد [٨/أ] لِيَتخِذَهُ مسجدًا] (^٥)، فقالا:
_________
(^١) عمرو بن عوف: بطن من الأوس من الأنصار، وهم بنو عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، كانت منازلهم قباء، ورانوناء، منهم بنو ضبيعة.
معجم البلدان ٤/ ٣٠١، السيرة النبوية، لابن هشام ٢/ ٥١٨، معجم قبائل الحجاز، ص ٣٥٣.
(^٢) في (ج) و(د) سقطت (لاثني عشر).
(^٣) ما بين المعكوفتين ليست في صحيح البخاري ٣٩٠٦، ص ٧٠٦ - ٧٠٧.
(^٤) في (أ): (عشر) والصواب المثبت.
(^٥) ما بين المعكوفتين سقط من (د).
1 / 105