الدرة الغراء في نصيحة السلاطين والقضاة والأمراء
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز
مكان النشر
الرياض
تصانيف
السياسة الشرعية والقضاء
حِكَايَة: يحْكى أَن حُسَيْن بن عَليّ ﵄ صَامَ يَوْمًا، فجَاء عِنْد الْإِفْطَار غُلَامه، وَوضع بَين يَدَيْهِ الخوان، فَلَمَّا قصد الْخَادِم أَن يَجِيء بالقصعة الَّتِي فِيهَا الطَّعَام، زلق رجله، وصب مَا فِي الْقَصعَة على أَمِير الْمُؤمنِينَ حُسَيْن بن عَليّ ﵄، فَنظر إِلَى غُلَامه بِالْغَضَبِ، فَقَالَ الْغُلَام: ﴿والكاظمين الغيظ﴾ (آل عمرَان ١٣٤) فَقَالَ الْحُسَيْن ﵁: أذهبت الغيظ عني، فَقَالَ الْغُلَام: ﴿وَالْعَافِينَ عَن النَّاس﴾ (آل عمرَان ١٣٤) . قَالَ الْحُسَيْن: عَفَوْت عَنْك، فَقَالَ الْغُلَام: ﴿وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمرَان ١٣٤)، قَالَ الْحُسَيْن: أَعتَقتك لوجه الله.
عَن سهل بن معَاذ ﵄ عَن أَبِيه أَن رَسُول الله -[ﷺ]- قَالَ: " من كظم غيظه، وَهُوَ قَادر على أَن ينفذهُ، دَعَاهُ الله تَعَالَى على رُؤُوس الْخَلَائق، حَتَّى يخيره أَي الْحور الْعين ".
وَعَن ابْن عمر ﵁ أَنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله [ﷺ]: " مَا تجرع عبد جرعة، أفضل عِنْد الله، من جرعة غيظ يكظمها ابْتِغَاء وَجهه ".
" والكظم ": عبارَة عَن حبس الشَّيْء عِنْد امتلائه. وكظم الغيظ: عبارَة عَن أَن يمتلئ الرجل غيظا، فَيردهُ فِي جَوْفه وَلَا يظهره.
1 / 203