ولما رحل الملك الناصر عن البلاد إلى جهة غزة قدم عليه جمع عظيم من التتار فهجموا نابلس فتلقاهم بوجهه وأنكى فيهم نكاية كبيرة وقتل منهم جماعة بيده ثم استشهد رحمه الله تعالى واستشهد معه الأمير نور الدين ابن الشجاع الأكتع قتلا في يوم واحد وكان بينهما اتحاد ومصافاة وتجمع بينهما الكردية ومن شعر الأمير مجير الدين قضى البارق النجدي في حالة اللمح بفيض دموعي إذ تراءى على السفح منها ذبحت الكرى ما بين جفني وناظري فمخمر دمعي الآن من ذلك الذبح وكان مقتل مجير الدين في أحد الربيعين سنة ثمان وخمسين وستمائة شهيدا رحمه الله تعالى
15- إبراهيم بن ابي بكربن عبد العزيز
شمس الدين الكتبي الجزري المعروف بالفاشوشة ويعرف بابن شمعون ذكره القاضي صلاح الدين الصفدي في تاريخه أعيان العصر كان يذكر أنه سمع من فخر الدين ابن تيمية وكان يتجر بالكتب باللبادين ويدخر منها كل ما يطلبه من عاج إلى ملة أو مال إلى دين وكان يتشيء ويرى أن عرقه بذاك يتضوع وهو يتضيع احترقت كتبه في حريق اللبادين المشهور وذهبت له في ذلك خمسة آلاف مجلدة على ما هو مذكور ولم يبق له إلا ما هو في العرض أو في العارية التي رمق
صفحة ١١٢