ورحت أنا إلى القاهرة في سنة أربع وعشرين وثمانمائة فلاقاني وهو مدرسها وفي خلقه حدة وكان كثير النفع للطلبة لأنهم كانوا يلازمونه في تصحيح تصانيف المتأخرين فيهذبها لهم من حفظه ويرشدهم إلى أغلاط المصنفين حتى كان القاضي ولي الدين العراقي لا يزال يصلح في تصانيفه فيما ينقله له الطلبة عن البيجوري ورأيت بخط من أثق به أن الشيخ عماد الدين الحسباني شهد له لما اجتمع به أنه أعرف الشافعية بالفقه في عصره ولقد شاهدته يجاري شيخنا سراج الدين البلقيني حين يحرر الشيخ منه ويلح هو فلا يرجع ولا يزال الصواب يظهر معه في النقل رحمه الله توفي في رجب سنة خمس وعشرين وثمانمائة
9- إبراهيم بن إسحافق بن يحيى بن إسحاق
ابن إبراهيم بن إسماعيل الآمدي الحنفي أبو إسحاق الشيخ فخر الدين قدم حلب ونزل عند قاضي القضاة ناصر الدين ابن العديم الحنفي وأبوه إسحاق سمع من ابن خليل بحلب وسيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى وأما إبراهيم فإنه ولد بدمشق ليلة عاشوراء سنة خمس وتسعين وستمائة وسمع من محمد بن مشرف وابن الموازيني وأبو الثناء بن سليمان وشهدة بنت العديم وغيرهم وأكثر عن والده ثم ولي نظر الجيش بدمشق وكذلك الحسبة وخرج له العبدري إمام المشهد مشيخة حدث بها بدمشق والقاهرة وكان قل سمعه بأخرة ومات في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وسبعمائة
صفحة ١٠٧