الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب

ابن خطيب الناصري ت. 843 هجري
49

الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب

تصانيف

القاضي جلال الدين ثم عاد إلى دمشق واشتهرت فضائله ولازم الحافظ الذهبي وسمع عليه كثيرا من تصانيفه وسمع منه الحافظ الذهبي وغيره الأربعين المتابينات عن الإمام العز ابن جماعة تخريج محمد بن علي بن أيبك السروجي ثم تحول إلى القاهرة بعد سنة إحدى وأربعين فسكنها إلى أن مات وتولى بها عدة مدارس في الفقه والقراءات وتفرد بها بعلو الإسناد وجملة من مسموعاته وحدث بها بالكثير سمع منه الأئمة الحفاظ وممن أخذ عنه شيخنا أبو إسحاق الحافظ قرأ عليه الحديث المسلسل بالأولية ومعجم الإسماعيلي وشيخه ابن فضل الله وكان قد تعثر في أواخر عمره إلى أن خرج له الإمام الأستاذ الحافظ العلامة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني العالم تشريف الأحاديث العشاريات ففرح بها وانبسطفي التحديث ثم خرج له معجما يشتمل على شيوخه بالسماع والإجازة عن نحو ستمائة شيخ في أربعة وعشرين جزءا ولازمه كثيرا ووصل عليه بالإجازة شيئا كثيرا وكان حسن المحاضرة مع السن الكبير قوي الفهم جيد الذهن كثير الاستحضار وكف بصره وثقل لسانه لمرض عرض له ومع ذلك فكان ذهنه صحيحا واستحضاره جيدا ولسانه لا يفتر عن ذكر الله تعالى وكان صابرا على الأذى سليم الباطن وكان الحافظ زين الدين العراقي يجله ويعظمه ويمتنع من التحديث بما هو من عواليه بل يحيل عليه في ذلك وسئل مرة بأن يسمع عليه مسند الدارمي فقال أما والشيخ برهان الدين حي فلا وحكى له قول ابن معين المشهور

صفحة ١٠١