لما جر عليها ذيله لا عاد من زلزال راع به العقل وزال قنت الناس لأجله في الصلوات وسكنوا في خوفه الصحارى والفلوات إن الدهر خان امرأ بهون أذاه يهن فكم زخرف قد سبا إذا زلزلت لم يكن فلو رأيت حلب وقد أشرفت على سوء المنقلب ووضح لجامعها فروق وأماكن وتعلمت منارته باب الإمالة وتحريك الساكن فلولا بركة النداء فيها لرخمت ولكن الله سلم فسلمت انتفع تأنيثها بشرف التذكير وسلم جمعها الصحيح من التكسير ولو رأيت القلاع والحصون وقد أزالت الزلازل منها كل مصون طارثت لقلع القلاع زلزلة ما خشيت راميا ولا صائد إذا درى الحصن من رماه بها حر له من اساسه ساجد ولو رأيت منبج منبت كل سري ومهب الريح السحري وهي لشدة الطمس كأن لم تغن بالأمس وقد كشف الرمل منها كل بدر وشمس وليس وفاتهم بالردم نقصا لقذرهم ففي الشهداء صاروا وما في سطوة الخلاق عيب ولا في ذلة المخلوق عار فوا أسفا عليها من مدينة جليلة أضحت دمنة وكانت الألسن عن وصفها كليلة عيشها قتر وظلمة وركبتها ريح سوداء مدلهمة هلكوا هم وديارهم في لحظة فكأنهم كانوا على ميعاد نبشوا وأوجههم تضيء من الثرى مثل السيوف بدت من الأغماد وقال شيخنا بدر الدين أبو محمد الحسن ابن حبيب معرضا بمن خرج إلى بر حلب خوفا من الزلازل يا فرقة فرقوا وعن حلب نأوا وتباعدوا لما رأوا زلزالها ما زلزلت شهباؤنا وتحركت إلا لتخرج عامدا أثقالها
3- إبراهيم بن أحمد بن عبد الحسن بن أحمد
ابن محمد بن علي بن الحسن بن علي الغرافي الإسكندراني الدار والوفاة أبو إسحاق بن أبي العباس والغرافي بفتح العين المعجمة والراء المشددة وبعد الألف فاء ثم ياء النسبة
صفحة ٩٧