الذي كان به قد تفخر من حريق النار وسقط وكان قواعد العمد في صحن الجامع مع شيء من الرؤوس هي في أرضه فجمعت وبني بعضها فوق بعض في الغربية التي فيه وكان النصف القبلي من الشرقية التي في قبلية الجامع الملاصق لسوق البز عن يمين الداخل من الباب القبلي سوقا موقوفا على الجامع ولم يكن المسجد على التربيع فأحب نور الدين محمود أن يضيف ذلك السوق إلى المسجد فاستفتى في ذلك الفقيه علاء الدين أبا الفتح عبد الرحمن بن محمود الغزنوي فأفتاه بجوازه فنقض السوق وأضافه إلى الجامع واتسع المسجد وحسن في مراى العين قال الصاحب كمال الدين ابن العديم وشاهدت الفتيا بخط الغزنوي وعمرت منارة الجامع قبل ذلك عوضا عن منارة كانت قبلها في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة على يد القاضي الإمام أبي الحسن ابن الخشاب رحمه الله تعالى وكان بحلب بيت معبدللنار قديم العمارة وقد تحول إلى أن صار أتون حمام فاضطر القاضي إلى أخذه لعمارة هذه المنارة فأخذ حجارته آفوشى بعض حساد القاضي إلى الأمير قسيم الدولة خبره وأغضبه على القاضي فاستحضره وقال هدمت معبدا وهو لي وملكي فقال أيها الأمير هذا معبدللنار وقد صار أتونا وقد أخذت حجارته وعمرت بها معبدا للإسلام يذكر الله عليه وحده لا شريك له وكتبت اسمك عليه وجعلت الثواب لك فإن رسمت لي أن أغرم ثمنه ويكون الثواب لي فعلت فأعجب الأمير كلامه واستصوب رأيه وقال بل الثواب لي وافعل أنت ما تريد
صفحة ٨٣