226

الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب

تصانيف

أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني أعلى الله مناره وشيد به من الدين أركانه ماذا يقول الواصفون له وصفاته جلت عن الحصر هو حجة لله قاهرة هو بيننا أعجوبة الدهر هو آية في الخلق ظاهرة أنوارها أربت على الفجر وهذا الثناء عليه وكان عمره نحو الثلاثين سنة ثم جرت له محن بسبب فتواه في مسالة الطلاق الثلاث وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين أوجبت القيام عليه وحبس مرات بالقاهرة والإسكندرية ودمشق وعقد له مجالس بالقاهرة ودمشق وحصل له في بعضها تعظيم زائد من السلطان وآخر الأمر ورد مرسوم شريف من السلطان في شعبان سنة ست وعشرين بجعله في القلعة فجعل في قاعة حسنة وأجري إليها الماء فأقام فيها مدة مقبلا على العبادة والتلاوة وتصنيف الكتب والرد على المخالفين ثم منع من الكتابة والمطالعة وأخرجوا ما عنده من الكتب ولم يتركوا عنده دواة ولا قلما ولا ورقة وكتب عقيب ذلك بفحم يقول إن إخراج الكتب من عندي من أعظم النعم وبقي أشهرا على ذلك

صفحة ٢٨٦