وزارني طيفه وهنا ليوأنسني فاستصحب النوم من جفني وانصرفا ورمت من خصره برءا فزدت ضنى وطالب البرء والمطلوب قذ ضعفا حكى الدجى شعره طولا فحاكمه فضاع بينهما عمري وما انتصفا توفي أبو جلن الحلبي مقتولا بأسياف التتار وذلك أن التتار لما قدموا حلب في سنة سبعمائة وكان أبو جلن بالقلعة فنزل من القلعة للإغارة عليهم فوقع في فرسه سهم فعقره فوقع عن فرسه وكان ضخما وبقي راجلا فأمسكه التتار وجاؤوا به إلى مقدمهم فسأله عن عسكر المسلمين ففخم أمرهم ورفع شأنهم ووصفهم بالفروسية فاستشاط غضبا منه وضرب عنقه في الحال ورحل عن حلب وذلك في السنة المذكورة وهي سنة سبعمائة رحمه الله تعالى بظاهر حلب وفي هذه السنة وهي سنة سبعمائة ألزم الملك الناصر محمد بن قلاوون أهل الذمة بلبس الغيار وشرط عليهم الأمور التي تقتضي الصغار فأقدموا عليها كرها فلبس اليهود عمائم صفراء والنصارى زرقاء والسامرة حمراء بعد أن اجتهدوا في رفع ذلك وبذلوا أموالا لأرباب الدولة فما أفاد قال شيخنا أبو محمد ابن حبيب في تاريخه وقلت في ذلك حال الكتابة
صفحة ٢٣٦