قل للشريف مقالا فيه لي شرف يعلو به أبدا قدري ويرتفع يا من على اسم خليل الله كنيته ومن به تدفع البلوى فتندفع أشكو إليك غواة ناصبين لهم وقيت من حادث الاسواء بي ولع عفرت خدي فقالوا أنت مبتدع فقلت لا فارقتني هذه البدع وكان الشريف عز الدين المذكور أوحد وقته زهمدا وورعا وعليه وقار وسكينة ومهابة وجلالة وسمته حسن لا يشك من يراه أنه من السلالة الطاهرة وكانت أدؤرنا بجواره وكنت ملازما له وأخذت عنه كثيرا من نظمه وغيره وعرضت عليه ألفية ابن معطي في النحو من أولها إلى آخرها من حفظي بإجازته لها ولغيرها من الإمام العلامة أمين الدين أبي حيان عن القسطنطيني عن المؤلف وبالجملة فكان الشريف عز الدين المذكور من حسنات الدهر الزمان بخيل في وقتنا هذا بمثله وكان قد انفرد برئاسة حلب حتى إن القضاة والأكابر يترددون إليه وكلمته عندهم مسموعة لا يكادون يخالفونها ولي مشيخة خانقاه ابن العديم بحلب مدة ثم وليها القاضي كمال الدين أبو القاسم عمر المعري الشافعي ولم يعلم الشريف بذلك ولم يظهر ذلك إلى نحو أربعة أشهر فلما بلغ الشريف ذلك امتنع عن المباشرة فباشرها القاضي المذكور ونزل له
صفحة ٢٠٥