ابن زياد العجلوني الشيخ برهان الدين أبو إسحاق الشهير بابن خطيب عذراء العجلوني الدمشقي وعجلون بقرب قرية باعون وقدم مع والده وهو صغير إلى دمشق وباشر والده خطابة عذراء وحفظ المنهاج واشتغل على مشايخ ذلك الوقت كالشيخ علاء الدين حجي ولازمه كثيرا ودأب في الفقه خصوصا الروضة فإنه كان يستحضرها كثيرا قدم حلب وتصدر فيها للاشتغال مدة وحضرت حلقته بحلب ودرس بالجامع المعروف بمنكلي بغا الشمسي أحدث له ابن واقفها درسا وحضر عنده شيخ الإسلام البلقيني رحمه الله تعالى المذكور ولما حضر عنده شيخ الإسلام قال له شيخ الإسلام تدرس أنت أو أنا أنوب عنك فقال لا يا مولانا يا شيخ الإسلام تكلم فقال أنا أتكلم نيابة عنك وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين وكان شيخ الإسلام يثني عليه ثم إنه وقع بينه وبين بعض الأكابر فحصل في حقه تعصب أوجب أنه باع وظائفه ونزل عنها وانتقل من حلب إلى دمشق فولي قضاء صفد وأقام فيه مدة زمانية في حياة الملك الظاهر برقوق ثم عزل ثم ولي بعد الفتنة التمرية ثم قدم دمشق في سنة ست وثمانمائة وأقام بطالا ثم ولي نيابة القضاء بدمشق وأقام بها سنتين ثم ترك القضاء وكرهه بعد أن كان يميل إليه ميلا كثيرا ونزل له القاضي نجم الدين ابن حجي عن نصف تدريس المدرسة الركنية فدرس بها درسين أو ثلاثة وكان شكلا حسنا اجتمعت به بدمشق أيضا مرارا وتكلمت معه في الفقه وكان رحمه الله فقيها لم يكن يعرف غير الفقه وبلغني أنه شرح المنهاج في الفقه واستمر يفتي ويشتغل إلى أن حصل له فالج في ليلة الاثنين خامس عشرين المحرم ولم يتكلم إلى أن توفي يوم الأربعاء سابع عشرين المحرم المذكور سنة خمس وعشرين وثمانمائة وصىلي عليه بالمدرسة الزنجارية وقدم للصلاة عليه الشيخ الإمام الزاهد شمس الدين محمد بن قديدار
صفحة ١٨٩