قال: "فأجاب -ومن خطه نقلت-:
أن أوسعَهُم إطلاعًا، وأعلمهم بالأنساب: مُغْلَطاي، على أغلاط تقع منه في تصانيفه.
وأحفظهم للمتون والتواريخ: ابن كثير.
وأقعدهم بطلب الحديث، وأعلمهم بالمُؤتَلِف والمختلف: ابن رافع.
وأعرَفَهُم بشيوخ المتأخرين وبالتاريخ: الحسيني، وهو دونهم في الحفظ".
فأوسَعُهم إطّلاعًا وأعْلَمُهم بالأنساب هو الإمام مُغْلَطاي، ولا يضيره أن يكون له بعض الأغلاط في تصانيفه، فمن ذا الذي لا يغلط من هؤلاء الأئمة المكثرين أمثاله؟!.
وأما في اللغة: فقد حفظ في صباه "كفاية المتحفظ" (١)، وكذلك حفظ "الفصيح" (٢)، وكان على معرفة جيدة باللغة، مستحضرًا لها.
_________
(١) لابن الأجدابي: إبراهيم بن إسماعيل، المتوفى في حدود سنة ٤٧٠ هـ، قال في "إنباه الرواة" ١: ١٩٣: "وصنف في اللغة مقدمة لطيفة، سماها كفاية المتحفظ يشتغل بها الناس في الغرب ومصر"، والرسالة طبعها قديما بحلب فضيلة العلامة الفقيه اللغوي مصطفى الزرقاء حفظه الله، وأمتع المسلمين بحياته، وأعاد طبعها من جديد محققة.
(٢) لأحمد بن يحيى المعروف بـ"ثعلب" إمام الكوفيين في النحو واللغة، المتوفى سنة ٢٩١ هـ، وهو كتاب "صغير الحجم، كثير الفائدة، اعتنى به الأئمه". "كشف الظنون" ٢: ١٢٧٢، وهو مطبوع قديمًا.
1 / 17