354

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

القسم الثاني: في ذكر ما نطلبه ونلزمه من بلغته دعوتنا هذه، الميمونة المعصومة، من جميع الأمة المباركة المرحومة، وذلك هو المسارعة إلى طاعتنا، والمبادرة إلى بيعتنا، والدخول في جمعتنا وجماعتنا، والانتهاض لنصرتنا وإعانتنا، والجهاد بين أيدينا وتحت رايتنا، وتسليم الحقوق الواجبة إلينا، والتعويل في صرفها ووضعها في مستحقها وموضعها علينا، ألا فأجيبوا رحمكم الله داعيكم إلى الله مسرعين، ولبوا دعوته مذعنين مطاوعين، ?ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم، ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين?[الأحقاف: 31، 32] وابتدروا رحمكم الله لنصرة دين الله مهرعين ?ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين?[الصف:14] وقوموا لله غاضبين، ولأعدائه مجاهدين مناصبين، ?ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين?[الصف: 10-14] وأدخلوا -رحمكم الله- أعناقكم في ربقة الطاعة طائعين، ?ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم?[النساء:59]، ولا تتولوا عن دعوة الحق مدبرين، وتلووا رؤوسكم عند سماعها غير ناظرين، فإنه ورد عن نبيكم الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم»، قال الإمام المرتضى(1) عليه السلام : الواعية هو الإمام الداعي إلى الله عز وجل، فمن سمع دعوته ونداه فلم يجبه فقد قطع حبله من الله عز وجل وخرج بلا شك عن طاعته، وتمكن في معصيته، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «تمسكوا بطاعة أئمتكم لا تخالفوهم فإن طاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، فإن الله إنما بعثني أدعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، فمن خالفني في ذلك فأنا بريء منه وهو بريء مني»(2) .

صفحة ٣٧٠