الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود
الناشر
دار المنهاج
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ
مكان النشر
جدة
المخففة- لم يقله أحد من أئمة اللغة المشاهير فيما علمناه، وإن صح نقله..
فهو في غاية الشذوذ والضعف) «١» . اهـ
وقال ابن يونس شارح «الوجيز»: (قوله: «لا يقال ذلك» .. ممنوع؛ فقد نقل الجوهري: أنه يقال، وقوله: «يشعر بالتكلف» .. منتقض بالتكبر والتفضل) .
واعلم: أن ابن عبد البر ذهب إلى منع الدعاء له ﷺ بالرحمة، وردّوه بوروده في الأحاديث الصحيحة، أصحها حديث التشهد:
«السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» «٢»، ومنها قول الأعرابي:
(اللهمّ؛ ارحمني ومحمدا) «٣»، وتقريره ﷺ لذلك، وقوله ﷺ: «اللهم؛ إني أسألك رحمة من عندك» «٤»، «اللهم؛ أرجو رحمتك» «٥»، «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» «٦»، وفي خطبة «رسالة الشافعي» رضي الله تعالى عنه: ﷺ ورحم وكرّم) .
نعم؛ قضية كلامه كحديث التشهد: أن محل الجواز إن ضم إليها لفظ الصلاة والسلام، وإلا.. لم تجز، وبه أخذ جمع، بل نقله القاضي عياض في «الإكمال» عن الجمهور «٧»، قال القرطبي: وهو الصحيح.
وجزم بعدم جوازه- يعني منفردا- الغزاليّ، فقال: لا يجوز (ترحّم)
_________
(١) الصّلات والبشر (ص ١٧٥) .
(٢) أخرجه البخاري (٨٣١)، ومسلم (٤٠٢) وغيرهما.
(٣) أخرجه البخاري (٦٠١٠)، وابن خزيمة (٨٦٤) وغيرهما.
(٤) أخرجه ابن خزيمة (١١١٩)، والترمذي (٣٤١٩)، والطبراني في «الكبير» (١٠/ ٢٨٣) .
(٥) أخرجه ابن حبان (٩٧٠)، وأبو داود (٥٠٩٠)، والنسائي في «الكبرى» (١٠٤١٢)، وأحمد (٥/ ٤٢) بنحوه.
(٦) أخرجه الحاكم (١/ ٤٠٩)، والترمذي (٣٥٢٤) والنسائي في «الكبرى» (١٠٣٣٠) .
(٧) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٢/ ٣٠٤) .
1 / 132