Al-Durr al-Kamin bi-Dhayl al-ʿIqd al-Thamin fi Tarikh al-Balad al-Amin
تصانيف
وفي ليلة الجمعة ثاني عشري شعبان توجه السيد علي بن بركات من جدة إلى مصر برا ، ولم يفطن لذلك إلا في يوم السبت وصل مخبر إلى جدة وأخبر أنه رآه بالقفين متوجها إلى صوب ينبع ، فأرسل قاصد إلى مكة بذلك فصادف وصول خاله الشريف شامان بن زهير مكة ، فتوجه خلفه إلى ينبع ففاته وترك بها بعض جماعته فوصل بهم مكة ، ثم إن السيد محمد وصل إلى مكة في رمضان ولام خاله على ما فعل ، وأرسل قاصدا إلى مصر واتهم الشريف المحتسب محمدا بمكة ونائب البلد عبد الله بن بيخا بمواطأتهما لأخيه علي فنفاهما إلى اليمن .
وفي ثامن ذي القعدة وصل الشريف بساط قاصد السيد محمد ومعه الخبر بأن السيد علي واصل إلى مكة ، وأمر السلطان أن يصطلح هو وأخوه .
وفي حادي عشر الشهر وصل الشريف وقرئ مرسوم له ثاني تاريخه بالحطيم يتضمن أن السيد علي وصل إلينا إلى مصر وأكرمناه وأثنى عليكم كثيرا ، وقال : إنكم له بمنزلة الوالد ، ثم جاءنا نجابكم زهير بكتبكم ، ثم السيد زين الدين بساط ، وفي كتبكم أنه خرج بغير علمكم ولا تعلمون لذلك سببا ، وأن ذلك تعليم من يرمي الفتن والمقصود إرساله ، وقد أمرناه بالتجهيز إليكم فلا تشوشون عليه بوجه من الوجوه فإنه استجار بنا ، ولا تسمعون فيه كلام المناجيس ، وتذكرون كلام الله تعالى : (سنشد عضدك بأخيك) [القصص : 35] وغير ذلك .
صفحة ١٠٧