الدر الفريد وبيت القصيد
محقق
الدكتور كامل سلمان الجبوري
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
وَفِي قَوْلِهِ (١):
وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ حَلَّتْ ردَاءهَا ... عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ (٢)
وَفِي قَوْلِهِ (٣):
لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوْتَ مَا أخطَأَ الفَتَى ... لَكالطُّوَلِ المُرخَى وَثِنْيَاهُ بِاليَدِ
قَالَ الأَصمَعِيُّ: فَقُلْتُ هَذَا كُلُّهُ حَسَنٌ، وَغَيْرُهُ أحْسَنُ مِنْهُ، وَقَدْ شَرِكهُ فِي هَذَا المَعْنَى جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ. وَبَعْدُ فَطَرَفهُ صَاحِبُ وَاحِدَةٍ لَا يُقْطَعُ بِقَوْلِهِ عَلَى التَّجَوُّزِ، وَإِنَّمَا يُعَدُّ مِنْ أَصْحَابِ الوَاحِدَةِ. قَالَ: وَمَنْ أَصْحَابُ الوَاحِدَةِ؟
قُلْتُ: الحَارَثُ بن حِلِّزَةَ فِي قَوْلِهِ (٤): [من الخفيف]
آذَنَتْنَا بِبَيْنِها أسْمَاءُ ... ربّ ثاوٍ يملُّ منه الثواءُ
وَالأسْعَرُ الجُعْفِيُّ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي أوَّلُهَا (٥): [من الكامل]
= الجَّنْبَيْنِ خَبَّأْتُ فَإنْ أَصَابَ الخَبِيْئَةَ ظَفَرَ وَقَمَرَ (١).
(١) ديوان طرفة ص ٩٢.
(٢) وَقَوْلُهُ: وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِدَاءَهَا. البَيْتُ. وَيُرْوَى قِنَاعَهَا وَهُوَ وَاحِدٌ مِثْلَ الرِّدَاءِ وَإِنَّمَا أَرَادَ بَهْجَتَهَا وَضِيَاءَهَا. يَقُوْلُ: كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ عَلَى هَذَا الوَجْهِ بَهْجَتَهَا لَمْ يَتَخَدَّدْ لَمْ يَتَشَنَّج فَيَصِيْرُ فِيْهِ كَالأَخَادِيْدِ وَهُوَ اضْطِرَابُ اللَّحْمِ وَاسْتِرْخَاءِ الجِّلْدِ مِنْ كِبَرٍ أَوْ مِهْنَةٍ.
وَالرَّفْعُ فِي وَجْهٍ عَلَى الابْتِدَاءِ وَانْخَفَضَ عَلَى قَوْلِهِ قَبْل هَذَا البَيْتِ وَجْهٍ على وَهُوَ مَخْفُوْضُ.
(٣) ديوان طرفة ١٠٩.
(٤) ديوان طرفة ص ٩.
(٥) حلية المحاضرة ١/ ٧٠.
(١) انظر: شرح المعلقات السبع للزوزني ص ٣٩.
1 / 134