عامة أهل الجنة وأول من تفتح له
يقول المصطفى ﷺ أنه أول من يستفتح الجنات كما في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك: (آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد.
فيقول الخازن: بك أمرت ألا أفتح لأحدٍ قبلك) ويكون النبي هو أول الناس دخولًا صلوات الله وسلامه عليه.
وهنيئًا له بهذا الفضل العظيم، وهذه هي الشفاعة الثانية التي هي خاصة بنبينا محمد ﷺ.
إن الفقراء يسبقون أهل الثراء إلى الجنات، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أسامة بن زيد قال: قال النبي ﷺ: (قمت على باب الجنة فكان عامَّة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون يحاسبون) وقد ورد عن النبي ﷺ كذلك في الحديث الصحيح: (الأكثرون هم الأقلون يوم القيامة) أكثر الناس مالًا أقلُّ الناس دخولًا لجنات عدن إلا من سلط ماله في هلكته بالحق، وكذلك من كسب المال من حلِّه وصرفه في حلِّه.
وبين النبي ﷺ أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار.
ونجد كذلك أبواب الجنة كثيرة، وأخبر النبي ﷺ كما في الصحيح وغيره من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة الثمانية، من كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الزكاة دعي من باب الزكاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، فقال أبو بكر ﵁ وأرضاه: والله ما على أحدٍ من ضرر إذا دعي من أيِّها -يعني: من دعي من أي باب ودخل الجنة فهنيئًا له- ثم سأله: يا رسول الله! هل يوجد أحد يدعى من الأبواب كلها؟! قال النبي ﷺ: نعم.
وإني لأرجو أن تكون يا أبا بكر! منهم) ﵁ وأرضاه.
وتأتي قصور الجنة وأشجارها وغير ذلك أمور كثيرة متعددة، وإن كان الكلام حول الجنة قد يطول بنا، ونتركه إن بقي له شيء من الوقت في آخر هذه الكلمة.
2 / 15