دروس الشيخ ناصر العقل

ناصر العقل ت. غير معلوم
8

دروس الشيخ ناصر العقل

تصانيف

حفظ الدين واختلاف المناهج ثالثًا: أن الله تكفل بحفظ دينه، وقد يقول قائل: إن المناهج قد اختلفت علينا وكثرت السبل، وكثرت دعاوى السنة، ولم يعد الدين واضحًا، فنقول: ليس الأمر كذلك؛ فإن الله ﷿ كما أكمل الدين فقد تكفل بحفظ دينه وبقائه، فقال ﷿: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:٩]، مؤكدات قاطعة أن هذا الدين سيحفظ. ثم الخبر الصادق عن النبي ﷺ المتواتر بأن طائفة من هذه الأمة ستبقى ظاهرة: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين)، والظهور يشمل ظهور العيان ظهور الحجة ظهور القدوة ظهور العلم ظهور العمل ظهور المناهج، وهذا أمر بدهي أن يكون الظهور من كل وجه، وإلا فمتى يكون وصف النبي ﷺ على حقيقته، مع أن النبي ﷺ أوتي جوامع الكلم، فهو لا ينطق عن الهوى. ثم فسر أمر الجماعة بتفسيرات أخرى، قال: (لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى أن تقوم الساعة)، وسمَّاهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، وسماهم الجماعة، وسماهم الصحابة ﵃ بأسماء تدل على أنهم أهل الحديث وأهل الأثر الخ. وهذه الصفات بمجموعها توجب -حتمًا- أن السنة بيِّنة واضحة لا يزيغ عنها إلا هالك، وأن الله ﷿ تكفل بحفظ الدين، ومن مقتضيات الحفظ: بقاء طائفة تكون هي القدوة؛ لأن الدين لا يكون مجرد مثاليات، أو نظريات. فكما حفظ الله الدين بمصادره -وهو القرآن والسنة- كذلك حفظ وضمن لنا العمل به، وحفظ لنا وجود القدوة وضمنها إلى قيام الساعة، ويلتمس ذلك ببقاء الطائفة الذين هم على الحق ظاهرين، وهم أهل السنة والجماعة.

1 / 8