251

الدرر في اختصار المغازي والسير

محقق

الدكتور شوقي ضيف

الناشر

دار المعارف

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٣ هـ

مكان النشر

القاهرة

بِإِسْلَامِهِ وَأهْدى لَهُ بغلة. وَكَانَ فَرْوَة عَاملا للروم على من يليهم من الْعَرَب بِأَرْض الشَّام، فَلَمَّا بلغ الرومَ إسلامُهُ طلبوه حَتَّى أَخَذُوهُ فحبسوه فَمَاتَ فِي حَبسهم. وَقد كَانَ قدم على رَسُول اللَّه ﷺ فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة قبل خَيْبَر رِفَاعَة بْن زيد الجذامي ثمَّ الضبيبي من بني الضبيب فأهدى لَهُ غُلَاما وَأسلم وَحسن إِسْلَامه.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَغَيره: كَانَت هَمدَان قد قدم وفدهم على رَسُول اللَّه ﷺ مُنْصَرَفَهُ من تَبُوك، فآمنوا وَأَسْلمُوا، وَكتب١ لَهُم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَذكر ابْن هِشَام خبرهم٢ ورجزهم وشعرهم وَمَا كتب رَسُول اللَّهِ ﷺ لَهُم، وَذكر أَنهم قدمُوا فِي الحبرات٣ والعمائم العدنية. وَفَرح رَسُول اللَّه ﷺ بقدومهم وإسلامهم.
وَبعث رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَالِد بْن الْوَلِيد فِي ربيع الآخر أَو جُمَادَى الأولى سنة عشر إِلَى بني الْحَارِث بْن كَعْب بِنَجْرَان يَدعُوهُم إِلَى الْإِسْلَام، فأسلموا ودخلوا فِيمَا دعاهم خَالِد إِلَيْهِ من الْإِسْلَام. فَأَقَامَ عِنْدهم خَالِد يعلمهُمْ كتاب اللَّه وَشَرِيعَة الْإِسْلَام. وَكتب إِلَى رَسُول اللَّهِ ﷺ بِمَا فتح اللَّه عَلَيْهِ من أهل نَجْرَان وَمن إنصاف إِلَيْهِم، فَأَجَابَهُ رَسُول اللَّه ﷺ عَن كِتَابه، وَأمره بالقدوم عَلَيْهِ، فَقدم وَمَعَهُ وَفد بني الْحَارِث بْن كَعْب. فَكتب لَهُم رَسُول اللَّه ﷺ وَبعث مَعَهم عَمْرو بْن حزم يفقههم فِي الدَّين وَيُعلمهُم السّنة، ومعالم الْإِسْلَام، وَيَأْخُذ مِنْهُم صَدَقَاتهمْ. وَكتب لَهُ بذلك كتابا فِيهِ٤ الصَّدقَات والديات وَكثير من سنَن الْإِسْلَام. وَرجع وَفد بني الْحَارِث بْن كَعْب إِلَى قَومهمْ فِي بَقِيَّة شَوَّال أَو صدر ذِي الْقعدَة، فَلم يمكثوا بعد أَن رجعُوا إِلَى قَومهمْ إِلَّا أَرْبَعَة أشهر، حَتَّى توفّي رَسُول اللَّه ﷺ.

١ انْظُر ابْن هِشَام ٤/ ٢٤٥.
٢ انْظُر ابْن هِشَام ٤/ ٢٤٣ وَمَا بعْدهَا.
٣ الحبرات: برود يمنية حريرية.
٤ انْظُر هَذَا الْكتاب فِي ابْن هِشَام ٤/ ٢٤١.

1 / 258