الدرر في اختصار المغازي والسير
محقق
الدكتور شوقي ضيف
الناشر
دار المعارف
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٣ هـ
مكان النشر
القاهرة
غَزْوَة [بني] النَّضِير ١
وَكَانَ سَبَب غَزْوَة بني النَّضِير أَن رَسُول اللَّهِ ﷺ لما قَالَ لعَمْرو بْن أُميَّة: "لقد قتلت قَتِيلين لأَدِيَنَّهُمَا" خرج إِلَى بني النَّضِير مستعينا بهم فِي دِيَة ذَيْنك الْقَتِيلين. فَلَمَّا كَلمهمْ قَالُوا: نعم يَا أَبَا الْقَاسِم اجْلِسْ حَتَّى تطعم وَترجع بحاجتك فنقوم ونتشاور ونصلح أمرنَا فِيمَا جئتنا لَهُ. فَقعدَ رَسُول اللَّهِ ﷺ مَعَ أبي بكر وَعمر وَعلي وَنَفر من الْأَنْصَار إِلَى جِدَار من جدرهم.
فَاجْتمع بَنو النَّضِير، وَقَالُوا: مَنْ رَجُلٌ يَصْعَدُ عَلَى ظَهْرِ الْبَيْتِ فَيُلْقِي عَلَى مُحَمَّدٍ صَخْرَةً فيقتله، فَيُرِيحنَا مِنْهُ؟ فَإنَّا لن نجده أقرب مِنْهُ الْآن. فَانْتدبَ لذَلِك عَمْرو بْن جحاش بْن كَعْب فَأوحى اللَّه ﷿ إِلَى رَسُول اللَّه ﷺ بِمَا ائْتَمرُوا بِهِ من ذَلِك، فَقَامَ وَلم يشْعر أحدا مِمَّن مَعَه٢.
١ انْظُر فِي غَزْوَة بني النَّضِير ابْن هِشَام ٣/ ١٩٩ والواقدي ٣٥٣ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٤٠ والطبري ٢/ ٥٥٠ وَالْبُخَارِيّ ٥/ ٨٨ وَسنَن أبي دَاوُد ٢/ ٢٥ وأنساب الْأَشْرَاف ١/ ١٦٣ وَابْن حزم ص١٨١ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ٤٨ وَابْن كثير ٤/ ٧٤ والنويري ١٧/ ١٣٧ والسيرة الحلبية ٢/ ٣٤٤. وَكَانَت مَنَازِلهمْ فِي وَادي بطحان والبويرة. ٢ وَقيل نزل فِي ذَلِك: ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اذْكروا نعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يبسطوا إِلَيْكُم أَيْديهم ...﴾ الْآيَة.
1 / 164