الدرر السنية في الأجوبة النجدية

علماء نجد الأعلام ت. 1450 هجري
65

الدرر السنية في الأجوبة النجدية

محقق

عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

رقم الإصدار

السادسة، 1417هـ/1996م

تصانيف

الفتاوى

الله وبرحمته، قال الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} ، [سورة يونس آية: 58] . وأفادك أيضا: الخوف العظيم؛ فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل، وقد يقولها، وهو يظن أنها تقربه إلى الله، خصوصا إن ألهمك الله ما قص عن قوم موسى، مع صلاحهم وعلمهم، أنهم أتوه قائلين: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} [سورة الأعراف آية: 138] ، فحينئذ يعظم خوفك وحرصك على ما يخلصك من هذا وأمثاله.

واعلم: أن الله سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} ، [سورة الأنعام آية: 112] . وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم} ، [سورة غافر آية: 83] .

فإذا عرفت ذلك، وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه، أهل فصاحة وعلم وحجج، كما قال تعالى: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله} الآية [سورة الأعراف آية: 86] .

فالواجب عليك: أن تعلم من دين الله، ما يصير لك

صفحة ٧١