الدرر الحسان في إمارة عربستان: وترجمة مولانا صاحب العظمة سردار أرفع معز السلطنة الشيخ «خزعل خان» أمير المحمرة وحاكمها ورئيس قبائلها
تصانيف
ولا بد هنا من الإشارة إلى شركة الغاز الإنكليزية التي جعلت جزيرة عبادان الواقعة على شط العراق مقرا لها، وأخذت تمد الأنابيب من منابع الغاز في ششتر إليها؛ فإن هذه الشركة لاقت من الأمان والاطمئنان في عملها ما لا عهد للأوروبيين فيه في البلاد الشرقية، فلم تحتج مرة واحدة إلى مراجعة قنصل بريطانيا العظمى في إشكال مع عظمته، كما لم يحدث على عمالها أو أعمالها أقل اعتداء، بل كانت ترى دائما أبدا معاونات جدية من عظمته سواء في تسيير العمال أو تسهيل الأعمال، وقد شهدت الشركة بهذا ورفعت عنه التقارير العديدة للدولة الفخمة الإنكليزية التي أعلنت شكر عظمته غير مرة على سهره المتواصل في تعميم الأمان في مملكته العامرة.
سمو الشيخ عبد الحميد خان، ثاني أنجال عظمة السردار أرفع.
عبد الحميد هنئت الجاه مكتسبا
من والد باهر الآلاء جواد
ودمت في ظله الهاني وسؤدده
شهما كريما بإقبال وإسعاد
وكان ساكن الجنان المرحوم مظفر الدين خان، شاه إيران الأسبق، كثير الشغف بعظمة السردار أرفع، وطالما أعلن امتنانه وشكره لعظمته بفرامين شاهانية، وقد أنعم على عظمته فوق نعم أبيه برتبة «أمير نويان »، وهي في المرتبة الأولى بين الرتب الإيرانية الملكية، كما وأنعم عليه بنيشان آل قاجار، وهو نيشان ذو سلسلة مرصعة بالجواهر الكريمة وله إطار من الماس الوهاج وبوسطه صورة الشاه، ويلبس في العنق، وأنعم على سمو نجله الأكبر الشيخ جاسب خان بلقب «نصرة الملك»، وهو اللقب الذي كان لساكن الجنان المرحوم الحاج جابر خان والد عظمة السردار أرفع الكثير المحامد.
وفي سنة 1907 احتفل عظمة السردار أرفع أدام الله مجده بقران سمو نجله الكريم نصرة الملك الشيخ جاسب خان بكريمة حضرة الوزير الخطير الحاج محمد علي خان رئيس تجار عربستان، فكان فرحا عظيما اشترك به عموم سكان العراقين، وذاعت أنباؤه في الخافقين. وتفضل ساكن الجنان مظفر الدين شاه، رحمه الله، فأهدى سمو نصرة الملك بمناسبة قرانه الأزهر سيفا مرصعا بالجواهر إعلانا لامتنانه من عظمة السردار أرفع، فكان لهذه المنحة الشاهانية وقع عظيم في نفس عظمته الملوكية أدام الله مجده.
وقصارى القول أن عظمة السردار أرفع، حفظه الله، كان في سياسته الداخلية والخارجية، كما كتبت عنه جريدة التيمس، في المرتبة الأولى من العدل والفضل والذكاء والدهاء والكياسة والحزم بين أمراء العرب. فلا عجب إذا أجمع الناس على حبه وخطبت الدول مودته، وأصبح موضع رجاء أهل العراق ينظرون إليه بالآمال ويعولون عليه في صلاح الحال.
الأحكام في عربستان
صفحة غير معروفة