============================================================
اللطان، فأخذ أحمد خان منها خمسة عشر فيلا وسار، فلما أصبح الشلطان فيروز شاه علم بذلك. فقبض على أولاد أخيه ونسائه وسجنهم، وقد جمع الوزراء والأمراء، وأنكر على وزرائه ما أشاروا به عليه في أمر أخيه، فالتزموا له بالقبض عليه، فأنفق فيهم وفي عساكره وأخرجهم، فساروا في طلب أحمد خان، وكان من حين خرج من المدينة لا يلقى أحدا من العسكر إلا وعده بزيادة في إقطاعه وعطائه، فاجتمع عليه من الأوغاد وقطاع الطريق ومن لا شغل له جماعات، وما منهم إلا من ينعم عليه ويعده المواعيد الجليلة، حتى بلغ جمعه خمسة آلاف فارس، وعسكر الشلطان في إثرو حتى تقارب الجمعان، وقد بعدوا عن كزبلكا خمسين فرسخا، فقام خلف بن حسن عند ذلك إلى أحمد خان وقال له: يا سيدي إلى أين تنهزم وهم في إثرك؟ وشجعه على لقائهم ومحاربتهم، فبات تلك الليلة وعبا أصحابه للحرب، وقد تراءى الجمعان، وقدم أمام عشكره سبعة هم: خلف، والسيد جيا من أولاد السيد جلال البخاري من أهل دله(1)، والسيد خانو من أشراف دله، وأربعة من سلاح داريته، فبرز لهم من عسكر الشلطان عشرة وهم: ملك أرغون، وكان من شجعانهم ومعه ابنه ملك قدو، وهما من غظماء الدولة في ثمانية من الأمراء الأعيان، فقتل أرغون وابنه وثلاثة من الأعيان، فانهزم العسكر وتركوا أثقالهم وأموالهم، وأحمد خان ومن معه في أقفيتهم، وقد حصل سئل عظيم فهلك فيه أكثر المهزمين؛ ووقف باقيهم على جانبه، فنادى أحمد خان فيهم بالأمان، وأن من جاءه طائعا زاد في إقطاعه وعطائه مثله، فأتاه أكثرهم، واستولى على ما كان في العسكر من الفيلة والخزائن السلطانية، فقوي بعد ضعف.
وقد كان بلغ من الشدة في انهزامه أنه اشتد به الجوع لعدم القوت عنده، فضرب أصحابه البلاد يمينا وشمالا حتى أتوه بشيء من الذرة الخضراء قبل نضجها وشوؤها له على الثار وفركوها، وأخذها بعضهم في (1) هي دلهي
صفحة ٢٨٠