============================================================
آخذ عنه شيئا. ونشأ ابنه أحمد هذا واعظا، لكن دون آبيه، وورد إلى القاهرة، وعقد مجالس للوعظ. حضرته وسمعت من مجالسه، فكان يلقي من صدره الكلام على الآيات الكريمة، ويورد الأحاديث والآثار ونحوها، وحصل له القبول الكثير، فلما ثار الأمير يلبغا الناصري وسار من حلب حتى انتزع الملك الظاهر برقوق من الملك، واستبد بتدبير دولة الملك الصالح المنصور حاجي بن الأشرف، قلد أحمد قضاء القضاة الشافعية بدمشق، فسار إليها من القاهرة، فلما كان من قيام منطاش على الناصري وسجنه وخروج برقوق من سخن الكرك، وتوجه بأهل الكرك إلى دمشق، كان أحمد بها متقلد القضاء بها، فقام بحرب برقوق وألب عليه، ودعا الناس إلى قتالهم ، فلما عاد برقوق إلى مصر واستولى على كرسي المملكة وفر منطاش من دمشق، قبض الأمراء بها على أحمد؛ ويقال: بل قبض عليه منطاش قبل خروجه وسجنه، فخمل إلى الشلطان بقلعة الجبل في عدة من أمراء دمشق وأعيانها الذين شاقوا السلطان أيام منازلته لدمشق، فلما مثل بين يدي الشلطان قال له: لقد ء اثرك الله علينا وإن كنا لخطعيك 4 (يوسف] فأمر به فسجن في برج بالقلعة إلى يوم الأحد النصف من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين.
وقف رجل شامي وشكا أحمد أنه أخذ له قماشا، فأخضر إلى مخلس الحكم يالإسطبل الشلطاني وادعى عليه غريمه فأنكر، فأمر به فضرب بالمقارع بضعا وستين شيبا، وأشلم للأمير علاء الدين علي ابن الطبلاوي والي القاهرة فضربه غير مرة بالعصي وبالمقارع، وسجن في خزانة شمائل سخن أرباب الجرائم إلى أن خنق في ليلة الأربعاء تاسع شهر رجب سنة ثلاث وتسعين وسبع مثة فدفن خارج باب النصر.
ويقال: القرشي، بفتح القاف، نسبة إلى قرية يقال لها قرشة .
صفحة ١٩٣