============================================================
ولد بمكة شرفها الله تعالى في سنة ثماني عشرة وسبع مثة، ونشأ بها، فسمع على قاضي مكة نجم الدين الطبري "ذخائر العقبى" و"السمط الثمين" من تآليف المحب الطبري عنه، وسمع على عيسى الحجي لاصحيح البخاري"، وعلى أبي طئبة محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري، وأبي عبدالله محمد بن جابر الوادياشي كتاب "التيسير" للذاني، وغير ذلك على جماعة. وتفقه بالنجم الأصفوني، وأخذ عنه الفرائض والجبر والمقابلة. وتفقه أيضا على الشيخ صلاح الدين العلائي وأذن له في الإفتاء والتدريس. وأخذ القراءات السنع عن البزهان المسروري مقرىء مكة، وأذن له في الإقراء. فأقرأ ودرس وأفتى وانتفع الناس به في ذلك، وحدث، وقدم مصر وسار منها إلى بلاد المغرب، ثم عاد إلى مكة وباشر الحرم، وناب في خطابة المسجد الحرام عن القاضي تقي الدين الحرازي وعن أبي الفضل التويري. ثم ولي قضاء مكة والخطابة بعد موت أبي الفضل، فباشر ذلك سنة وتسعة أشهر، كثر عليه فيها تشنيع أهل مكة من أجل لينه وتقديمه أقاربه، وكنث إذ ذاك مجاورا بمكة، ثم صرف عن ذلك بمحب الدين الثويري في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين، وآقام بمكة إلى أن مات بها ليلة السبت ثالث عشري ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة.
وكان كثير المحاسن، معظما عند الثاس، تردد إلي أيام مجاورتي بمكة عام سبع وثمانين وسبع مثة فبلوت منه فضلا وعلما كثيرا.
103- أحمد بن محمد بن أحمد بن عرتدة، شهاب الدين المحلي، المعروف بالوجيزي(1).
ولد بالمحلة من قرى أرض مصر الغرزبية في سنة اثنتين وأربعين الكامنة 1/ 153، وإنباء الغمر 3/ 35، والمنهل الصافي 305/1، ووجيز الكلام 1/ 295، وشذرات الذهب 6/ 322.
(1) ترجمته في: إنباء الغمر 7/ 193، وذيل الدرر، الترجمة 442، والضوء اللامع 77/2.
صفحة ١٧٢