وثمّر لي من طول معاناة المخض زبدا، وتحقّق لي كلّ ظن بما [١] تجمّع لي من كلّ فنّ، فكأنّ [٢] الأرض ذلّلت لي على امتناع جوانبها، فمشيت في مناكبها. (وزويت لي) [٣] الفضلاء من مشارقها ومغاربها، وكأني في تخليد آثارهم وتجديد الدارس من آثارهم [٤]، قبليّ من اللواقح «١» السواحب «٢»، ذيولها على الأرض الخاشعة إحياء لمواتها أو ربعي «٣» [٥] من السوافح النوافخ في صور رعدها على الرّوضة الهائجة إنشارا لنباتها. فلله سلّم فيه ارتقيت وأعيان بهم التقيت، ونجوم بأيّهم اقتديت اهتديت، وإن لم يتيسّر الوصول إليها والفراغ منها، إلّا وقد وخط القتير «٤»، وطلع النذير، وانضمّ الخيط الأبيض من الفجر إلى الخيط الأسود من الشّعر، فخلّى الفود مشتعلا والفؤاد مشتغلا، وأضاف الذّود إلى الذود فصارت إبلا، وذلك في شهور سنة أربع
_________
[١]- في ح وف ١: فيما.
[٢]- في ح وبا وف ١: وكأن.
[٣]- في ب ٣ ول ١ وف ٢: ورويت إلى
[٤]- في ح وب ١: أخبارهم.
[٥]- في ب ٣: وارتعى.
1 / 21