دمية القصر وعصرة أهل العصر
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هـ
مكان النشر
بيروت
الانصراف، وحببّت إليه الرّضا من الغنيمة بالإياب. ولكامل هذا شعر بدوي وصيت له بين [١] الشّعراء دويّ. فما علق بحفظي من مترنّماته قوله من قصيدة أولها:
إنسانة الحيّ أم أدمانة السّمر ... بالنّهي، رقّصها لحن من الوتر «١»؟
(بسيط)
يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا ... من هؤليّائكنّ [٢] الضّال والسّمر «٢»
بالله ياظبيات القاع قلن لنا: ... ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر؟
قلت: الإيهام في الشّعر صنعة لا يتوصّل إليها الحضريّون إلّا بتعريق جبين الخاطر، وبعثرة دفين الضّمائر [٣] . وقد أخذ هذا البدويّ من عفو خاطره نوعا من الايهام تنبو عنه صوارم الأفهام، وذلك قوله:
بالنّهي رقّصها لحن من الوتر
فانّ لحن الوتر الذي يضربه اللاهي للإنس مرقّص، ولحن الوتر الذي ينزعه الرّامي للوحش مقمّص «٣» . وما أشبه ذلك التّرقيص بهذا [٤] التّقميص!
_________
[١]- في ل ١ وف ٢: من.
[٢]- في ح: هؤلاء بين.
[٣]- في ب ٣ ول ١ وف ٢: الخواطر
[٤]- في ب ٣ وف ٢: بذلك.
1 / 85