الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

عبد الكريم الخطيب ت. 1406 هجري
94

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

الناشر

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١١ هـ/١٩٩١م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقد نهى الله تعالى النبي والمسلمين أن يستغفروا للمشركين، فقال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ﴾ ١.وقد كان فهم أولئك الذين ارتدوا عن الإسلام، ومنعوا الزكاة بعد موت رسول الله ﷺ -كان فهم هؤلاء المرتدين- لكتاب الله أصح من فهم ابن دحلان ومن على شاكلته، في تأويلهم للآية الكريمة، هذا التأويل المنحرف الضال. فلقد كان من حجة مانعي الزكاة -وهي حجة داحضة- أن الله تعالى يقول لنبيه الكريم: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ٢.وقد كان من حجتهم في منع الزكاة أنه قد فقد شرط من شروط أدائها، وهو صلاة الرسول عليهم بقوله لمخرج الزكاة ومقدمها له: اللهم صل على فلان. أي اغفر له، وارحمه. أما وقد مات رسول الله ﷺ، وإذن فلا صلاة منه على مخرج الزكاة، وإذن فلا زكاة. فقد فهم هؤلاء المانعون للزكاة أن لا صلاة عليهم من رسول الله بعد موته، وهذا فهم صحيح، ولكن الذي ترتب على هذا الفهم هو غير الصحيح. فالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، هي أركان الدين بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وهي مطهرة وزكاة لمخرجها، أما صلاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه بالدعاء وطلب المغفرة لمن يأتيه بها فهي فضل من رسول الله ﷺ وأدب النبوة

١ سورة التوبة آية: ١١٣. ٢ سورة التوبة آية: ١٠٣.

1 / 195