الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

عبد الكريم الخطيب ت. 1406 هجري
84

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

الناشر

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١١ هـ/١٩٩١م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

من رسالته: "وأما التوسل، فقد صح صدوره من النبي ﷺ وأصحابه وسلف الأمة" هذا ما يقطع ابن دحلان به في حكمه على التوسل بغير الله، وكأنه يتلقى هذا من كتاب الله، أو سنة رسوله، وما هو إلا من وسوسة شيطانه المريد.. ثم يقول ابن دحلان، مؤيدا دعواه في جواز التوسل بهذه المرويات وما يتأولها عليه -يقول: "أما صدوره -أي التوسل- من رسول الله ﷺ فقد صح في أحاديث كثيرة.. منها: أن ﷺ كان من دعائه: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك " ١. وهذا توسل لا شك فيه!! ولم يذكر ابن دحلان المصدر الذي تلقى منه هذا الحديث، ولعله وجده في بعض كتب المتصوفة أو تلك الرسائل التي تغزو المسلمين بتلك الطلاسم من الأدعية والأوراد!! ومع ذلك فإن هذا الحديث المنسوب إلى رسول الله ﷺ ليس فيه توسل بأحد بذاته من الناس، ولا استشفاع به، بل هو دعاء موجه إلى الله تعالى لا بالسائلين بل بحق السائلين على الله.. وحق السائلين على الله هو استجابة دعائهم المتوجهين به إليه سبحانه، فضلا وإحسانا منه تعالى.. فإن الدعاء عبادة لله وقربة له سبحانه، والله تعالى يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ٢.

١ ابن ماجه: المساجد والجماعات ٧٧٨، وأحمد ٣/٢١. ٢ سورة غافر آية: ٦٠.

1 / 185