الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

عبد الكريم الخطيب ت. 1406 هجري
81

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

الناشر

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١١ هـ/١٩٩١م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ثانيا: الدرر السنية في الرد على الوهابية لابن دحلان وهو أحمد بن زيني بن دحلان. كان مقيما بالبلد الحرام، مضيفا نفسه إلى علماء المسجد الحرام، باسطا نفوذه على كثير من طلبة العلم الوافدين إلى هذا البلد الأمين من شتى آفاق الإسلام، ملتمسين النور من مطلع الرسالة الإسلامية، حيث أقام هذا الرجل مصيدة يوقع في شباكها باسم العلم هؤلاء الوافدين لطلب العلم، ﴿مَثلهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ﴾ ويقتنص ما يقع ليده مما معهم من مال ومتاع. وإنها لتجارة خاسرة، قامر فيها هذا الشيخ بدينه، وباعه بهذا الثمن البخس من فتنة الناس وإضلالهم.. فكان من الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ ١ ومن هنا كان موقف هذا المتجر بالدين من دعوة التوحيد التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكشف بها عن وجه الشرك الكئيب الذي غير وجه الإسلام الوضيء، الحنيف، وألبس الناس هذا اللباس المشئوم. لقد رأى ابن دحلان أن سلطانه الذي أقامه على الناس بالجهل والشعوذة مهدد بالزوال من دعوة التوحيد، إذا قدر لها أن تدخل إلى قلوب الناس، وأن تبدد بأنوارها هذا

١ سورة البقرة آية: ١٦-١٧-١٨.

1 / 182