الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

عبد الكريم الخطيب ت. 1406 هجري
104

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

الناشر

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١١ هـ/١٩٩١م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ ١.والصورة الثانية، كلام الله تعالى لمن يكلمه، وذلك من وراء الحجاب، كما كلم الله تعالى موسى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ ٢ والصورة الثالثة، أن يرسل الله تعالى رسولا، أي ملكا، وهو جبريل ﵇، فيوحي إلى الرسل بما يأذن الله تعالى به. وهذا الأعرابي - كما تقول الأسطورة التي يرويها ابن دحلان - ليس نبيا، ولا رسولا، فكيف يخاطبه الله تعالى ويهتف به، اذهب فقد أعتقتك؟ !! ولو قيل: " اذهب فقد أعتقت "، لكان لهذا الكلام محملا من محامل التأويل، أما أن يقال له: اذهب فقد أعتقتك، فهذا صريح بأن هذا خطاب من الله لهذا الأعرابي!! إن هذا الكلام لا يمكن أن يصدر إلا من عالم المتصوفة القائلين بوحدة الوجود فلا رب ولا مربوب، ولا معبود، ولا عبيد.. بل الكل عبد، والكل رب، كما يقول شيخهم ابن عربي: فأنت عبد وأنت رب ... لمن له أنت فيه عبد؟ وأنت رب وأنت عبد ... لمن له في الخطاب عهد!! فإن كان ابن دحلان من القائلين بوحدة الوجود، أو كان من الحلوليين، فلا حديث لنا معه، بل نقول له: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ ٣.

١ سورة القصص آية: ٧. ٢ سورة النساء آية: ١٦٤. ٣ سورة الكافرون آية: ٦.

1 / 205