وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي.. ثم بكى وأنشد:
يا خير من دفنت بالبقعاء أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف، وفيه الجود والكرم
" قال العتبي: ثم استغفر الأعرابي: وانصرف، فغلبتني عيناي، فرأيت النبي ﷺ في النوم فقال: يا عتبي: الحق الأعرابي، فبشره أن الله غفر له فخرجت خلفه، فلم أجده ". ونحن لا نكذب ابن دحلان فيما نقل، ولكننا نستخف عقله أن ينقل مثل هذا السخف ويقبله شاهدا على جواز التوسل بالنبي ﷺ بعد وفاته. وأنه كفى بهذا الخبر كذبا أن يقول العتبي: إن النبي ﷺ جاءه في النوم وهو في المسجد، والأعرابي يدعو ثم ينصرف، فيقول له ﷺ يا عتبي: الحق الأعرابي فبشره أن الله غفر له، ثم يخرج العتبي، فلا يجد للرجل أثرًا.. فكيف يقول النبي ﷺ للعتبي هذا القول، ولا يعلم أن الأعرابي قد ذهب بعيدا، ولا يمكن أن يبلغه هذا الخبر؟ ونترك الحكم على هذا لمن كان له عقل أو دين. وينقل ابن دحلان فيما ينقل من تلك الأساطير التي تفسد جوهر الإسلام، وتعرضه في هذا المعرض الخرافي، الذي من شأنه أن ينفر الناس من هذا الدين الذي يحمل مثل هذه الخرافات. يقول ابن دحلان: " روى بعض الحفاظ - ولا يسميه - عن أبى سعيد السمعاني، أنه روى عن علي بن أبي طالب ﵁ وكرم وجهه، أنهم بعد دفنه ﷺ بثلاثة أيام، جاءهم أعرابي، فرمى بنفسه على القبر الشريف، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام،