توثيق السنة في القرن الثاني الهجري أسسه واتجاهاته
الناشر
مكتبة الخنانجي بمصر
رقم الإصدار
الأولى
تصانيف
ووضع بعض المتعصبين من الخوارج الأحاديث، إفسادًا لما عليه خصومهم١.
وكثرت حركات الزندقة في هذا العصر، ودس هؤلاء الزنادقة الكثير من الأحاديث في العقائد والأخلاق، والحلال والحرام، وقد أقر زنديق أمام المهدي العباسي بأنه وضع مائة حديث تجول بين الناس وفي أيديهم٢.
وكانت هناك العصبية للجنس وللقبيلة وللغة وللبلد ولأئمة الفقه، وكل هذا كان دافعًا إلى وضع الأحاديث، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم٣.
وهناك القصاص الذين يتاجرون بالقصص ويستغلون سذاجة بعض الناس وجهلهم، فيروجون بضاعتهم بوضع الأحاديث التي تستميل إليهم هؤلاء، وتستثير فيهم العاطفة، فيدفعون إليهم الكثير من الأموال٤.
وكانت الخلافات المذهبية فقهية وكلامية ... والجهل بالدين مع الرغبة في الخير، وترغيب الناس في التدين وترك الفسوق، والتقرب إلى الحكام بما يوافق أهواءهم -كل هذا كان موجودًا في القرن الثاني الهجري٥ ودفع بعض أهله إلى الكذب في الأحاديث والزيادة فيها ما ليس منها.
١١٣- ٣- ومما جد في القرن الثاني، وكان من دوافع التوثيق استطالة السند وتعذر مقابلة جميع الرواة الذين يوصلون الأحاديث إلى رسول الله ﷺ، ووجدت الأحاديث المنقطعة، أو ما في إسنادها مجاهيل من الرواة.
١١٤- ٤- كما نشأت المذاهب الفقهية والاختلاف بينها، مما أدى
_________
١ الحديث والمحدثون: ص٨٦ - ٨٧.
٢ المدخل في أصول الحديث: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري "٤٠٥هـ" المطبعة العلمية بحلب: ١٣٥١هـ - ١٩٣٢م. ص١٨.
٣ السنة ومكانتها في التشريع: ص٨٥.
٤ المدخل في أصول الحديث ص٢٢ - ٢٤.
٥ المدخل في أصول الحديث: ص١٩ - ٢٢ والسنة ومكانتها في التشريع ص٨٦ - ٨٧.
1 / 65