عقيدة التوحيد في القرآن الكريم
الناشر
مكتبة دار الزمان
رقم الإصدار
الأولى ١٤٠٥هـ
سنة النشر
١٩٨٥م
تصانيف
وكلمة الدين تطلق في اللغة على معانٍ عديدة منها:
١- القهر والاستعلاء والغلبة من ذي سلطة عليا: يقال: دِنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا، والديان القهار من دان القوم: إذا ساسهم وقهرهم فدانوا له، ومنه قول ذي الأصبع العدواني:
لاه ابنُ عمك لا أفضلتَ في حسب ... فينا ولا أنت ديّاني فتخزوني
أي لست بقاهر علي فتسوس أمري، وفسرت كلمة دان بقول الرسول ﷺ: "الكيس من دان نفسه" ١ بالقهر أي قهر نفسه وذللها، ومن ذلك أن يقال: ديان للقاهر الغالب على قطر أو أمة أو قبيلة والحاكم عليها، كما قال الأعشى الحرمازي مخاطبًا النبي ﷺ: يا سيد الناس وديان العرب.
ومنه سمى الله الديان؛ لأنه يقهر الناس على الطاعة ويحكمهم، قال ابن منظور "الديان من أسماء الله ﷿ معناه: الحكم القاضي، والديان القهار"٢.
٢- وتطلق كلمة الدين لغة كذلك على الطاعة والانقياد والخضوع والذل، يقال: دان له يدين دِينًا: إذا أصحب وانقاد له وأطاعه وخضع وذل له، قال الزبيدي: "والدين الطاعة وهو أصل المعنى وقد دنته ودنت له أي أطعته"٣ أ. هـ.
١ الحديث رواه الترمذي في صفة القيامة جـ٩ ص٢٨٢ طبعة دار الكتاب العربي ببيروت. ٢ لسان العرب ١٣/١٦٧ وتاج العروس ٩/٢٠٨ وأساس البلاغة ص٢٠٠. ٣ تاج العروس ٩/٢٠٨.
1 / 91