276

عقيدة التوحيد في القرآن الكريم

الناشر

مكتبة دار الزمان

الإصدار

الأولى ١٤٠٥هـ

سنة النشر

١٩٨٥م

تصانيف

المبحث الثاني: الكلام على الأدلة العقلية المتعلقة بالأصنام
١- دليل النقص:
وبيان هذا الدليل أن هذه الأصنام التي يعبدونها أنقص من عابديها، ويتضح ذلك بثلاث نقاط:
أ- أن هذه الأصنام ميتة لا حياة فيها وأما عُبَّادها فهم أحياء.
ب- أن هذه الأصنام لا تنطق وأما عبادها فينطقون.
جـ- أن هذه الأصنام ليس لها أرجل وأيدي وسمع وبصر وعبادها لهم ذلك.
وفيما يلي تفصيل ذلك:
أ- فقد الأصنام للحياة
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ، أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ، إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾ ١.
أخبر تعالى في هذه الآيات أن من صفات آلهة المشركين كونها مخلوقة لا تخلق شيئًا -وهذا ما أشار إليه إبراهيم ﵇ بقوله: ﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ، وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ ٢- ثم هي ميتة لا أرواح فيها، بل هي جمادات لا تعقل، وما تدري متى تكون الساعة، فكيف يرتجي عندها ثواب وجزاء؟
إن الإله الذي يهب الحياة لغيره لا بد أن يكون حيًّا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وبما أن أصنام المشركين من عمل أيديهم من حجر أو خشب وغيره، فهي ميتة لا

١ سورة النحل آية ٢٠-٢٢.
٢ سورة الصافات آية ٩٥-٩٦.

1 / 291