المناظرات العقدية لشيخ الإسلام ابن تيمية

هيثم الحمري ت. غير معلوم
85

المناظرات العقدية لشيخ الإسلام ابن تيمية

الناشر

الناشر المتميز

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

مكان النشر

دار النصيحة - الرياض

تصانيف

رجمهم الناس فأهلكوهم» (^١). هكذا كان حرص أهل بلده ومن جاورهم من البلاد القريبة على حضور جنازة الشيخ والصلاة عليه، وأما من كان خارج البلاد، فقد قال ابن رجب ﵀: «وصلى عليه صلاة الغائب في غالب بلاد الإسلام القريبة والبعيدة، حتى في اليمن والصين، وأخبر المسافرون: أنه نودى بأقصى الصين للصلاة عليه يوم الجمعة (الصلاة على ترجمان القرآن)» (^٢). حزن الناس عليه: أي حبر مضى وأي إمام … فجعت فيه ملة الإسلام كل من في دمشق ناح عليه … ببكاء من شدة الآلام فجع الناس فيه في الشرق والغر … ب وأضحوا بالحزن كالأيتام لو يفيد الفداء بالروح كنا … قد فديناه من هجوم الحمام (^٣) هذه الأبيات عبر بها الشيخ علاء الدين علي بن غانم ﵀ عما خيم من الحزن على جميع محبي الشيخ ﵀، فقد فقدوا إمامًا عظيما، وشيخًا كبيرًا، يندر في الزمان مثله، فحُق لعيونهم أن تدمع، ولقلوبهم أن تألم وتتوجع. لِفقدِ مثلِك يا مَن ما له مثل … تأسى المحاريب والآياتُ والسورُ (^٤) ومن المواقف المؤثرة المحزنة التي تحكي مكانة شيخ الإسلام في القلوب ومدى تأثر الناس بحزنه موقف الشيخ عبدالله بن حامد ﵀، الذي بذل ماله ووقته ونفسه من أجل السفر لرؤية الشيخ ولقاءه، ثم فوجئ في أثناء الطريق بخبر وفاة الشيخ ﵀، فبعث برسالة مؤثرة لتلاميذه يحكي في ضمنها مدى الحزن الذي غمره بوفاة الشيخ ﵀، وكان مما قال فيها: «ولما حججت سنة ثمان

(^١) الأعلام العلية (ص: ٨٣). (^٢) الذيل على طبقات الحنابلة ضمن الجامع لسيرته (ص: ٤٨٧). (^٣) أعيان العصر وأَعْوَان النَّصْر ضمن الجامع لسيرته (ص: ٣٦٢). (^٤) مسَالِكُ الأَبْصَار في مَمَالِكِ الأَمْصَار ضمن الجامع لسيرته (ص: ٣٢٧).

1 / 93