* مسألة [لماذا تسمية الله تعالى بالنور ليست على الحقيقة؟]:
فإن قال قائل: فما أنكرتم أن يكون سمى الله تعالى نفسه نورا على الحقيقة وإن لم يكن من جنس الأنوار والضياء؟ قيل له: إن الله عز وجل /8/ لا يجوز عليه أن يسمى بالأسماء على جهة الألقاب (¬1) ، ولا يسمى بالاسم إلا بعد أن يكون مستحقا لمعنى ذلك الاسم من جهة العقول واللغة، كنحو تسميته نفسه بأنه قديم (¬2) وأنه واحد، وأنه عالم، وأنه رحيم؛ لأنه لو جاز أن يسمى بالأسماء على جهة التلقب لجاز أن يسمى بأنه جسم وبأنه محدث وبأنه إنسان، فلما لم يجز أن يتسمى بذلك إذ كان خلاف ما يستحقه من الأسماء والصفات صح أنه لا يجوز أن يسمى إلا بالاسم الذي يكون مستحقا له ولمعناه من جهة العقول واللغة.
صفحة ١٣