269

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

تصانيف

ونحن نفسر بيان ما فيه الهدى، والتوفيق بالله، وذلك لو أنه كانت إرادته فيما أمر به من الطاعة مثل إرادته فيما أراد من خلق الخلق لكان الذي قال لهم: {كونوا قوامين بالقسط} (¬1) لا يكونون إلا كما أراد منها، كما زعموا أنه لم يرد فيهم غير الطاعة، ولكان الذي قال لهم: {وكونوا مع الصادقين} (¬2) ، لا يكونون أبدا إلا مع الصادقين؛ لأن أهل القدر زعموا أن الله لم يرد في العباد ولا للعباد إلا إرادة واحدة وهي إرادة الإيمان، ولو كان ذلك كذلك لكان كل من قال لهم (¬3) : كونوا كذا وكذا، كانوا يكونون كما قال لهم. وكما قال لليهود: {كونوا قردة خاسئين} (¬4) ، فكان كما أراد فيهم، فلم تتم إرادته في بعض، وبعض لا ؟ وهم يزعمون أن الله تعالى أراد من العباد الإيمان، لم يرد فيهم ولا منهم غيره!.

ولكن ليعلم أهل اللب أن الله تعالى لم يعص بقسر ولا باستكراه ولا بغلبة، ولكن إرادته نفذت في كل ما أراد. وكذلك وصف نفسه فقال جل وعلا: {والله على كل شيء قدير} (¬5) .

* مسألة [بين علم الله تعالى وإرادته]:

صفحة ٢٧٣