266

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

تصانيف

فصل [في إرادة الأمر وإرادة الخلق]

ويقال: لهم: أفإرادة الله من الأمر ما لم يتم كونه أم ما يتم كونه؟ فإن قالوا: إرادة الله من الأمر ما يتم كونه، قلنا: فما دفع إرادة الله فيما أراد من عباده في أمره؟ فإن قالوا : إرادة الخلق دفعت إرادة الله، قلنا: أوليس أنها كانت سبب دفع إرادة الله ما أراد الخلق لأنفسهم؛ لأنه لو لم يحب ويرد الله تمكين الخلق من استطاعة دفع ما أراد الله لم يكن الخلق ليدفعوا ما أراد الله، ولا يستطيعون دفعه؟ فإن قالوا: إنما دفع العباد ذلك بما أعطاهم الله، فقد زعموا أن الله دفع إرادته بإرادته، وأنه تعالى أراد ذلك جميعا. وإن قالوا: إنما يستطيع العباد خلاف ما أراد الله منهم، ويفعلون خلاف ما أراد بغير تمكين منه تعالى لهم فقد زعموا أنهم مستغنون عن الله تعالى، وأنهم هم الذين يفعلون ما يحبون /117/ بلا سبب من الله تعالى لهم، ولا قوة أعطاهم إياها، وهذا مما يدخل عليهم.

صفحة ٢٧٠