249

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

تصانيف

فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون عالما بعلم إذ لم نشاهد عالما إلا بعلم؟ قيل له: ولم نشاهد عالما إلا وقد كان قبل ذلك غير عالم، فيجب أن لا نقضي بالشاهد على الغائب. فإن قال: فما أنكرت أن يكون ما تقولونه: إنه عالم بنفسه لا معنى له؛ لأنه لا يخلو من أن يكون عالما بنفسه أو عالما بعلم، فإن كان عالما بعلم فهو ما نقوله، وإن كان عالما بنفسه وجب أن يكون نفسه علما، فلما استحال أن يكون نفسه علما وجب أن يكون عالما بعلم، قيل له: إن العالم إنما كان عالما بوجود علمه، وقولنا: عالم بنفسه إثبات للذات. الذي أنكرناه أنه غيره [إما] أن يكون قديما أو محدثا، فإن كان قديما [وجب أن يكونا قديمين في الأزل، وإن كان محدثا] (¬1) وجب أن يكون القديم قد كان غير عالم بما علم، فلما فسد هذان الوجهان صح ما نقوله: إنه عالم نفسه.

* مسألة [علم الله بنعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار]:

فإن قال: هل يعلم الله نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار؟ قيل له: نعم يعلم ذلك إلى غير غاية ولا نهاية سبحانه وتعالى، هو العالم بما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون، لا يخفى عليه. فإن قال: فما الدليل على أنه يعلم ما يكون من الأشياء قبل أن يكون؟ /108/ قيل له: لو كان غير عالم بها قبل كونها كان يكون جاهلا بها، فلما كانت أفعاله على مقدار علمه بها علمنا أنه عالم بها قبل كونها.

* مسألة [هل علم الله بأفعال العباد يعني الجبر؟]:

صفحة ٢٥٣