وأما ما رووه من الحديث في الدنو من الله تعالى إلى غيره، والقرب منه (¬1) ، فإنما ذلك على سرعة الإجابة والمنزلة، ألا ترى أن العرب يقولون: أتينا فلانا فأسرع إلينا، يعنون: أجابنا إلى ما سألنا.
وقال عز ذكره: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي} (¬2) أي: فليستجيبوا إلى طاعتي. وقال المفسرون: {فليستجيبوا} أي: فليجيبوني إلى ما أمرتهم به، يقال: أجابه واستجاب له بمعنى. وقال كعب بن سعيد الغنوي (¬3) :
وداع دعا يا من يجيب إلى ... الندى ... فلم يستجبه عند ذاك ... مجيب (¬4)
[معنى التجلي في حق الله تعالى]
صفحة ١٩٢