- ووجه آخر: أن يعاد ذلك الجلد بعينه جديدا. وقال المفضل: المعنى أن تلك الجلود إذا نضجت ردت صحاحا، فمعنى {غيرها} أي: غيرها وهي محترقة؛ لأنه تعالى أعدل وأرحم من أن يعذب من لا يعصيه.
وكذلك قوله عز وجل: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} (¬1) أي: تمد فتصير أوديتها وآكامها وكل مضطرب الخلقة /53/ فيها شيئا واحدا أرضا مستوية، فهي الأرض وقد بدلت غيرها في الصورة.
وكذلك عن أبي محمد (¬2) رحمه الله قال: معنى ذلك: تبدل ألوانها، وأما [أن] يؤتى بغيرها فلا، ولكن تحدث ألوان أخر، لعظم ذلك اليوم. قال: وكذلك تبدل جلود أهل النار، تعاد كما كانت هي لا غيرها. ومنهم من يقول: غيرها. وأما قولنا نحن: فتعاد هي، وإنما المعنى في غيرها الألوان لا لون الثاني (¬3) تبديل التي فنيت مرة بعد مرة، فيجوز أن تقلب بلون آخر.
* مسألة [في قوله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم}]:
فإن قال: فقوله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم} (¬4) أكان الدين ناقصا؟ قيل له: قيل معناه: أكملت الفرائض عليكم والشرائع؛ لأنه إنما أنزل أولا فأولا، ولم يعن التوحيد؛ لأن التوحيد لم يزل تاما.
* مسألة [ معنى «إذ» في قوله عز وجل: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم...}]:
صفحة ١٠٩